السعودية تودّع كأس العالم بخسارة أمام المكسيك رغم تألق الدوسري

السعودية تودّع كأس العالم بخسارة أمام المكسيك رغم تألق الدوسري

شهدت مواجهة المنتخب السعودي أمام نظيره المكسيكي في ختام دور المجموعات لكأس العالم مباراة مليئة بالحماس والندية، حيث دخل الفريقان اللقاء بطموحات مختلفة، لكنهما تشاركا المصير ذاته في نهاية المطاف، بتوديع البطولة من الباب ذاته.

المنتخب السعودي بدأ اللقاء بحذر دفاعي، مع محاولات هجومية خجولة. في المقابل، ظهر الإصرار واضحًا على لاعبي المكسيك، الذين بادروا بالهجوم منذ الدقائق الأولى. جاءت أولى المحاولات المكسيكية عن طريق لويس تشافيز الذي سدد كرة قوية لكنها مرت بعيدًا عن المرمى. تلتها فرصة خطيرة لأليكسيس فيغا الذي انفرد بالحارس محمد العويس، إلا أن الأخير تألق في التصدي ليحافظ على التعادل السلبي.

السعودية ردّت بمحاولة من ركلة حرة نفذها سالم الدوسري، وسدد محمد كنو كرة علت العارضة المكسيكية. المباراة شهدت توقفًا مؤقتًا بعد إصابة حسان تمبكتي إثر تدخل قوي من أحد لاعبي المكسيك، ما أجبر الطاقم الطبي على التدخل، في حين تلقى اللاعب المكسيكي بطاقة صفراء.

الهجمات المكسيكية تكررت من الأطراف، وهددت مرمى العويس أكثر من مرة، فيما اعتمد الأخضر السعودي على الكرات المرتدة، دون فعالية واضحة في الثلث الهجومي. الشوط الأول انتهى دون أهداف، رغم عدة فرص خطيرة للمنتخب المكسيكي.

مع بداية الشوط الثاني، تغيّر إيقاع المباراة بشكل واضح. المنتخب المكسيكي نجح في تسجيل هدف التقدم عبر هنري مارتن بعد تنفيذ محكم لركلة ركنية. الهدف منح الفريق دفعة معنوية كبيرة، ما ساعده على مضاعفة النتيجة بعد دقائق، من خلال تسديدة رائعة من لويس تشافيز من ركلة حرة مباشرة سكنت الزاوية العليا للمرمى، دون أن يتمكن العويس من التصدي لها.

واصل المكسيكيون الضغط بحثًا عن هدف ثالث قد يمنحهم بطاقة التأهل، وأضاعوا أكثر من فرصة سانحة للتسجيل. حارس السعودية محمد العويس تألق في عدة مناسبات وأنقذ مرماه من أهداف محققة، أبرزها ركلة حرة أخرى نفذها تشافيز وتصدى لها ببراعة.

قبل نهاية اللقاء، سجلت المكسيك هدفًا ثالثًا، إلا أن الحكم ألغاه بداعي التسلل. وفي اللحظات الأخيرة، قلّص سالم الدوسري الفارق بهدف جميل بعد هجمة منظمة، لكن الوقت لم يسعف الأخضر لتعديل النتيجة أو تحقيق المطلوب للتأهل.

بهذه الخسارة، خرج المنتخب السعودي من البطولة بعدما حلّ في المركز الأخير بالمجموعة، مكتفيًا بفوز وحيد في أول مباراة له. ورغم الخروج، أظهر اللاعبون روحًا قتالية في بعض لحظات البطولة، خاصة في الانتصار التاريخي على أحد الفرق الكبرى.

أما منتخب المكسيك، فرغم تحقيقه الفوز، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتأهله إلى الدور التالي بسبب فارق الأهداف، ما جعله يغادر البطولة بجانب المنتخب السعودي، في واحدة من أكثر نهايات المجموعات درامية وإثارة.

المباراة قدمت للجمهور جرعة مكثفة من التشويق والفرص الضائعة، وشهدت أداءً مميزًا من بعض اللاعبين، لكنّ النتيجة النهائية حملت خيبة أمل للمنتخبين اللذين كانا يأملان في مواصلة المشوار في البطولة العالمية.